محمد إبراهيم :
للتواصل مع صفحة الكاتب على الفيسبوك الرجاء إضغط هنا
الإبتسامة…
لكي تكون الابتسامة دائمة الخضرة في حياتنا لابد أن يكون لها جذور عميقة في القلب..الإبتسامة على الوجه نور رباني ، ومسحة جمال وقوة آسرة ، أودعها الله ضمن ملكات البشر .
غير أن الإبتسامة لا تكون نوراً ربانياً إلا إذا ارتبطت بالبراءة والصدق كما في هي على وجه الطفل والرضيع ، فإذا لم تكن خالصة بريئة فإنها تفقد نورانيتها وطهرها .
الابتسامة ” الصادقة ” كالذهب المصفي ، وكالحجر الكريم ، وكاللؤلؤة النقية ـ أشياء لا تقدر بثمن.. وعلى الجانب الآخر فإن الإبتسامة ” غير الخالصة ” ليست سوى حجر رخيص ، أو قطعة زجاج براقة لا قيمة لها..!
لكن عالم الإبتسامات ليس قاصراً فقط على الابتسامة البريئة الصافية والابتسامة المشوبة بعدم الصدق.
بل هناك الابتسامة ” الصفراء ” التي تخفي الضغينة والحقد، وهي مجرد غلاف خارجي جميل يغلف طعاماً فاسداً.. إنها كالعناكب المضيئة التي تجتذب ببريقها الحشرات الصغيرة لتلتهمها..!
إنها أدنى أساليب الخداع…!
الابتسامة الخادعة :-
الابتسامة سلعة رائجة في سوق التزييف ، فهي عملة غالية ومطلوبة ونادرة في ذات الوقت ، لذلك يلجأ المزيفون كثيراً إلى تقليدها وترويجها ، وقد ساعد على ذلك سهولة تزييفها .
الابتسامة الكاذبة أسهل كثيراً في اصطناعها من الدموع الكاذبة ، فقد يحتاج تزييف الدموع إلى ممثل محترف أو موهوب ، أما الابتسامة الخادعة فهي في متناول المزيف المبتدئ.. و هذه خطورتها.
الصدق والعمق..
وكأي معدن ثمين – تقاس الابتسامة بمقاييس دقيقة ، وأهم مقياسين هما الصدق والعمق .
الصدق :-
هو الحد الفاصل بين إبتسامة الحب وابتسامة الخداع.
وافتقاد الصدق قد يحول الابتسامة الحلوة في علاقات البشر إلى سم قاتل ، ويجعل منها كأس السم في يد سقراط ، أو قبلة يهوذا على وجه السيد المسيح ، فليست كل إبتسامة رسالة حب حقيقي للآخرين .
أما العمق :-
فهو الحد الفاصل بين إبتسامة الرضاء ، وابتسامة الأسى..! فافتقاد العمق يحول الابتسامة الحلوة في حياتنا الشخصية إلى مذاق مر ، ويجعلها كالشحم في جسد مريض { الكورتيزون } ، أو كحمرة الخدين على وجه المحموم ، فليست كل إبتسامة دليل سعادة حقيقية في قلب صاحبها .
إبتسامة الوجه وابتسامة القلب :-
الفرق بين الابتسامة الصاعدة من القلب والابتسامة التي لا تتعدى ملامح الوجه _ فرق كبير ، يشبه الفارق بين العشبة والشجرة. فالعشبة الخضراء النابتة على وجه التربة قد تحمل ذات ملامح الشجرة النامية ، غير أن الأولى قصيرة العمر ، سريعة الذبول ، بينما تضرب الثانية بجذورها في أعماق التربة ، وترفع أغصانها القوية إلى السماء .
فلكي تكون الابتسامة دائمة الخضرة في حياتنا ، لابد من أن يكون لها جذور عميقة في القلب تحولها إلى شجرة تحمل ثمرة اسمها السعادة الحقيقية..!
والسعادة الحقيقية ثمرة نادرة ، لأن قلوب الناس مستودع للذكريات المؤلمة ، والرغبة المحمومة ، والمخاوف المكتومة ، والأطماع الطاحنة ، وهي أشياء تقتل السعادة..!
كما أن الخطايا المستترة في تربة حياتنا تأكل جذور سعادتنا.
ولكي تمتلئ وجوهنا بابتسامات حقيقية ، لابد أن تمتلئ قلوبنا بسعادة حقيقة .
وهذه السعادة الحقيقية تحتاج إلى قوة مطهرة تقتل الديدان ، وتطهر تربة القلب من الضغينة والأنانية والخوف والشهوة ، فتنطلق إبتساماتنا كثمرة طبيعية لسعادة حقيقية .
الذين يصطنعون الابتسامات :-
كثيراً ما نسمع ضحكات عالية في لقاءات صاخبة ، وسرعان ما تتحول الإبتسامات إلى وجوم وتتحول الضحكات إلى دموع ، وكثيراً ما يغيب البعض أنفسهم –
– وكثيراً ما يعيش البعض في وهم يستجلبون به السعادة الكاذبة -ابتعاداً شكلياً عن أسباب الأسى..!
والواقع أن الله قادر أن يرسم على وجه العالم ابتسامات حقيقية من السلام والرضا ، و هو قادر أن يمنح سعادة حقيقية لمن يطلبونه بقلب صادق ،فطالما رأينا ثمار السعادة في حياة أناس بسطاء يعيشون تحت وطأة الفقر والحاجة أو في ظروف المرض أو الظلم .
هل نلتمس سعادة حقيقية تملأ الوجه بابتسامة صادقة..؟!
المهم أن تكون إبتسامة صادرة من قلب راض ، محب ، متفائل.. فهي نعمة لك .. وللآخرين.
دمتم بكل إبتسامة رضى وحب
قراءة نقدية لرواية خرائط
بقلم: فائز حسن عن الكاتب: نور الدين فارح كاتب وروائي صومالي يكتب بالإنجليزية ولد في…
تعليقات الفيسبوك