-
تهاني محمد الطيب :
للتواصل مع صفحة الكاتب على الفيسبوك الرجاء إضغط هنا
صاحب القامة القصيرة هناك ،
يطالعني بجبين مغضب ووجه خشبي باهت ،
أرجله تتدلي من علي أرجوحة “المقرن” !
نظرته وأنا أقاوم دهشتي لكنها كانت أطول مني بأربعين سنتيمترا!
وقفت أستمع لتلاوته التي كان يتلوها بذاك الوجه مستفز الملامح
” كأن أحدا يضربه علي قفاه ” ..
استرق السمع والنظر معا إلي تلك اللعبة بهيجة الألوان التي يحملها بيد
واحدة ، حركت فضولي بضع سنتمترات أخر!
– ماذا يقول هذا القزم ؟!
-لا أدري ، بالطبع هذا ليس قرآن!
-ربما كان حديثا خاصا بالأقزام ؟!
-أرفع كتفي بفتور : ربما !
” قلبي بعدت عنو …..”
-أهذا ما أجهدني سماعه ؟!
-أها نعم يبدو أنه يردد مع صوت المغني الذي ينطلق من حلق إحدى
” أكشاك” الحديقة !
جمعت دهشتي وفردتها علي سطح ابتسامة ثم رفعت صوتي بالحديث
– من هذا المغني؟
-لا أدري ، “والغضب يشهر سيوفه أمام تطفلي “
– هل تحفظ كثيرا من الأغنيات ؟
– نعم ، “والصمت كاد أن يصفع وجه وقاحتي ”
– يبدو أنك ذكي جدا !
– ….. ، ” وحاجبيه كادا سقوطا من علي سقف وجومه”
– أين تدرس؟
– في السنة الثانية ، ” يبدو أنها الثانية من وجع اللحظة ، إذ أن الأولى
كانت ألسنة الشمس التي كادت أن تطال غطائي الأسود “
– أممم يبدو أنك “شاطر” في المدرسة ! ، ما تقديرك آخر مرة ؟
– آء آء آء ، مقبول !
الآن وصل بي الحوار إلي سطح الشمس وما عادت بحوجة كي ترسل
ألسنتها في طلبي!
فالقزم : طفل في صفه الثاني أساس يحفظ كثير أغنيات ويجهل قيمة
ورقة كتب عليها ” مقبول ” !
مقبول : نعم مقبول هذا الوضع والأب يطالع محفظته كلما طالعته زوجته!
قراءة نقدية لرواية خرائط
بقلم: فائز حسن عن الكاتب: نور الدين فارح كاتب وروائي صومالي يكتب بالإنجليزية ولد في…
تعليقات الفيسبوك