(ثلاثُ قصائدَ للطفلِ السوري عمران, عمران هو الطفلُ ذو الخمسِ سنواتٍ الذي خرج من تَحت أنقاضِ منزلهِ في مَدينة حلب دون عائلةٍ أو أهل).
1- إرثُ الأسَدِ
قصيدةٌ ل بيتر بالكوس-لندن
لقراءة القصيدة الأصلية (هنا)
الطفلُ المَقصوفُ مِن حَلَب
من غبارِ الخرسانةِ والدماءِ
تخرج يدَهُ
بشعور السخونة على جبهته
ذاهلًٌا، ولا يَعرفُ حتى الآن
أنهُ يُتِّمَ، ودون عائلة
هذا البريءُ الذي خُلِقَ
ليدفع الثمنَ لشَرِّ ذلك الرَئيسٍ
ساحقًا كلّ مَن أراد تحدي سُلطتَهُ
أو التواجدَ في طريقهِ..
بتلك القبضةِ الحديديةِ من الأنا والكراهية:
بتلك الرغبةِ الساديَّةِ
في جعل الآخرينَ خيولَهُ وجُنودَهُ
هذا هو الملك
الذي لم يستطع الحكم دون ذلك.
أولئك الأصغر حتى من حجرِ الشطرنج
لم يفهموا.
لماذا على الأسرِ أنْ تموتَ؟
لماذا عليها أن تنزحَ بالآلاف
وتغرقَ بين المياهِ الغادرة.
بكُرهٍ واستكثارٍ تَسمَحُ لهم الدولُ بالمرور
وإلاّ البقاء في المخيماتِ المؤقتة.
يؤخذُ القليلُ منهم كلاجئين
ولكن ليس بما فيه الكفاية.
وبينما “ميركل” تصرخُ لفتحِ الحدودِ
يتظاهرُ العنصريونَ في الشوارعِ
بشعورِ قلقِ الأمهاتِ والآباء
وأيّ أرضٍ ستكون التالية.
الأمريكيون لا يثقون بأغلب المسلمين
قد يكونوا إرهابيين!
مؤمنون أنَّ المحنةَ سوف تأخذُ سنواتٍ
بـ(ترامب) المتجوّلِ بين الخوفِ والقصص الخيالية.
نعودُ لسوريا
فمع استمرارِ الهروبِ
ظَنَّ الفتيانُ والفتياتُ الصغيرات
أنهم وسط مُغامَرة.
بينما المراهقون عرفوا أنها ستدومُ إلى الأبد،
كبروا قبل وقتهم.
فلا مزيد من المَدرسة، والأصدقاءِ، أو الأملِ،
وإن كان الأملُ أكثرَ من الأمواِت تحتَ الأنقاض.
تموتُ هواتفُ المسافرين
دون كهرباءَ على الطريقِ أو المَرسَى
بقواربهم الصغيرةِ والمُهَلهلةِ.
لا أحدَ هناك لتدوين المَخاطرِ
لا أحدَ ليبكي معهم
إلى أنْ يفوتَ الأوان.
لتنتهيَ مُؤنُهم الضئيلةُ, ولا مزيدَ من الماءِ
عُبواتهم أصبحت خفيفةً
فماتوا على قيدِ الحياة..
بخوفهم الذي كان يَتعَجَّلُ بكلِّ خطوةٍ
ولتحديدِ الهُويَّة
كانوا يكتبونَ ويُعلِّمونَ على حقائبِ الظهور.
وليس ذلك لتدارك قُطّاعِ الطُّرقِ أو الالتباس
ولكنها إشارةٌ لحياتِهم المَسلوبة.
في الشمسِ والبَرْدِ
بهيئاتهم البائسةِ يُخَيِّمونَ
لا مكانَ للنظافةِ
ناسين
متى كانت آخرُ مرةٍ
بعيون تتقهقرُ إلى ثقوبٍ سَوداء،
وجَماجمَ قَيدَ الانتظار.
مَن يا تُرى سوفَ يُحِبُّهم..
أولئك المَنسِيُّونَ؟
فالشِّعارُ المُنهِكُ للموتِ, هو عدمُ الاكتراثِ
لمَواسمِ الإبادةِ الجماعيةِ:
للديكتاتورِ
و تهاوي الأمل
و حَماقةِ الطاغية.
ــــــــــــ
تعليقات الفيسبوك